🔍
قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الجولان السورية

تصعيد عسكري إسرائيلي في شمال الجولان: تحركات تاريخية وتداعيات إقليمية

إسرائيل تشهد تحركات عسكرية كبيرة داخل الأراضي السورية، مع عمليات جوية وبريّة لتعزيز السيطرة على مناطق استراتيجية، وسط تصاعد التوترات الإقليمية.

في ظل التوترات والتطورات المتسارعة في الأراضي السورية، تشهد المنطقة الشمالية الحدودية من الجولان المحتلة تطورات عسكرية وسياسية وصفها الاحتلال الإسرائيلي بـ"التاريخية"، والتي تحمل أبعادًا استراتيجية إقليمية. تتضمن هذه التطورات تحركات دراماتيكية من جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل العمق السوري، حيث شنّ ضربات جوية مركزة على العاصمة دمشق واستهدف منشآت حساسة، بجانب الانتشار البري لقوات النخبة في مواقع استراتيجية، مثل منطقة جبل الشيخ السورية. هذا المشهد العسكري والسياسي يثير تساؤلات كبرى حول تداعيات هذه التطورات على مستقبل المنطقة.

في هذا السياق، أعلن التلفزيون الرسمي السوري اليوم الأحد عن سقوط نظام بشار الأسد، ونشر شاشة حمراء كتب عليها: "انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد"، وذلك عقب اشتباكات دامية استمرت 12 يومًا بين الفصائل السورية والجيش السوري. وذكر التلفزيون السوري بيانًا للعمليات العسكرية، داعيًا الشعب إلى الحفاظ على ممتلكات الدولة وعدم الاقتراب من المؤسسات العامة التي ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السوري لحين تسليمها رسميًا.

في خطوة عسكرية جديدة، انتشرت وحدات النخبة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مثل المظليين والمدرعات، في مواقع استراتيجية داخل الأراضي السورية، بما في ذلك قمة جبل الشيخ والمناطق المحاذية للمنطقة العازلة. وقد وصفت إسرائيل هذا الانتشار بأنه "مؤقت ودفاعي" يهدف إلى منع وصول الفصائل السورية للمنطقة وإزالة التهديدات المحتملة. وفقًا لبيان جيش الاحتلال، فإن هذه العمليات جاءت بعد تجول مسلحين قرب الحدود، مع التأكيد على أن الوضع في سوريا "فوضوي" حيث تتصارع قوى متباينة على النفوذ.

على الصعيد السياسي، أدانت جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، اعتبار إسرائيل اتفاق فض الاشتباك مع سوريا منتهيًا، مؤكدة رفضها لاستغلال إسرائيل للوضع الحالي. كما أبدت الأمانة العامة للجامعة العربية إدانتها الكاملة لما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه، سواء من خلال احتلال أراض إضافية في الجولان أو اعتبار اتفاق عام 1974 منتهيًا.

وفي موازاة التحركات العسكرية البرية، شنّت القوات الجوية الإسرائيلية هجمات على مواقع متعددة في سوريا، بما في ذلك "المربع الأمني" في دمشق ومركز الأبحاث العلمية المعروف بـ"سيريس"، والذي تزعم تل أبيب أنه يُستخدم من قِبل إيران لتطوير الصواريخ. وأفادت مصادر بأن الضربات استهدفت مواقع إنتاج الأسلحة والمرافق الدفاعية، في خطوة تهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، وتزامنت مع استهداف المطارات والمواقع العسكرية في جنوب البلاد.

وقد حذّرت إسرائيل سكان القرى الحدودية في جنوب سوريا، مثل القنيطرة والحميدية، من مغادرة منازلهم حفاظًا على سلامتهم. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بيانًا باللغة العربية، دعا فيه السكان للامتثال لتوجيهات البقاء في المنازل، مؤكدًا أن العمليات تستهدف "إزالة التهديدات" دون إيذاء المدنيين.

احتلال إسرائيل لجبل الشيخ جاء كجزء من عملية عسكرية أوسع تهدف إلى تأمين المنطقة الحدودية، وتحسين المراقبة، وإحكام السيطرة عليها. من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التطورات الأخيرة بأنها "يوم تاريخي في الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن سقوط نظام الأسد يمثل فرصة استراتيجية لإسرائيل ولكنه يحمل أيضًا تحديات ومخاطر أمنية. وفي إطار هذه التحركات، رفعت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال حالة التأهب في هضبة الجولان، وتفعيل خطط الطوارئ لتعزيز الدفاعات. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي زار المنطقة برفقة نتنياهو، أن السيطرة على المنطقة العازلة تهدف إلى ضمان سلامة المستوطنات الإسرائيلية ومنع أي تهديدات من الجانب السوري.

التطورات الأخيرة على الحدود السورية تشير إلى تحول كبير في ديناميكيات الصراع الإقليمي، مع تصعيد العمليات العسكرية وتعزيز التواجد الميداني، ما يبدو أنه يسعى إلى إعادة رسم قواعد الاشتباك على الحدود الشمالية، في خطوة قد تحمل تداعيات بعيدة المدى على أمن المنطقة واستقرارها.

الفئة: اخبار عربية | المصدر: اخبارنا | تاريخ النشر: 2024-12-08 22:40:00

المصدر الأصلي
أخبارنا - موقع إخباري شامل